الخميس، 24 نوفمبر 2016

تعليق على حلقة المنسيين من برنامج "الملحمة "


تابعت الليلة البارحة عبر قناة  "الموريتانية " حلقة المنسيين (برنامج الملحمة ) ، الذي يقدمه أستاذي الدكتور الشيخ سيدي عبد الله ، كانت الحلقة تحتاج تعليقا مني ، نظرا لأهمية الموضوع المعالج فيها بالنسبة لي من جهة ، ونظرا لمستوى مقدم البرنامج وضيوفه من جهة ثانية .

طرح الدكتور الشيخ سيدي عبد الله كعادته أسئلة الشخص الغائب  عن الحلقة على ضيوفه ، بل حرص على وضع النقاط على الحروف ، وإماطة اللثام عن كلمة السر التي لا يجوز البوح بها عبر وسائل الإعلام على الرغم من تداولها من طرف كل الجهات بين البيوت وداخل الصالونات .
بدأت إجابات الضيوف بالأستاذ محمد ولد أحمد ولد الميداح الملقب دمب ، الذي قال إن المجتمع لا يمكنه  أن يتحول بالكامل إلى مقاوم ، فهناك جزء من المجتمع قاوم  أما الأجزاء الأخرى  فقد قامت بأدوار أخرى في مجالات مختلفة ، وقال إن المعركة لا يذكر في العادة إلا قائدها على الرغم من دور الجنود المجهولين فيها .
وخلال جوابه على سؤال الدكتور عن دور الصناع التقليديين والفنانين في المقاومة ، قال الأستاذ دمب إن الصانع والفنان كلاهما لم يقدم خدمته للأمير من أجل استخدامها في المقاومة ، بل صنع الأسلحة يعني الصانع خوفا أو طمعا في الأمير وكذلك الحال بالنسبة للفنان .
وفي هذه النقطة بالضبط أقول للأستاذ  دمب إن الشاعر يقول قصيدته دون أن يفكر في من سيستغلها لحنا أو غناء ، في حين أن الفنان بعد استخدامها كأغنية يذكر صاحب الكلمات والملحن ، اعترافا منه بدور كل منهما في أداء الأغنية .
وخلاصة القول إن المنسيين لا يريدون ذكر أسمائهم  كقادة لمعارك إن لم يكونوا قادة لها ، لكنهم يبحثون عن لوحة يرون فيها أنفسهم كعنصر لا غنى عنه من هذا المجتمع الكريم .
أما الدكتور محمد يحي احريمو فقد بدا في الحلقة مثاليا أكثر من واقعي ، إلا أن الدكتور  الشيخ سيدي عبد الله وضح له أن ما يطمح له ولد احريمو  يسعى كل المجتمع الموريتاني لتحقيقه ، لكنه يختلف عن الواقع المعاش ، وعليه لا بد من نفض الغبار عن كل دور قام به جزء من هذا المجتمع في نصر المقاومة أمام الغزاة .
وأثناء حديثه عن المقاوم ولد امسيكه اختار محمد يحيى جانب الصعلكة من حياته في حين أن الحلقة تبحث عن دور ولد امسيكه في المقاومة والتي من أهمها عدم الانصياع لأوامر الفرنسيين والخروج عن مجال سيطرتهم .
وفي الختام فإني أشكر أستاذي الدكتور الشيخ سيدي عبد الله على سعيه من خلال برنامج " الملحمة " في إعادة كتابة تاريخ هذا الوطن العزيز الذي يعتبر تنوعه مصدر قوة في وجه الطامحين في محو تاريخه .
وفق الله قادة موريتانيا وشعبها لما فيه الخير

شيخنا ولد الناتي 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق