تعدد الزوجات يعتبر من المحرمات في عرفنا المجتمعي ، يكفي الرجل عندنا انحطاطا وقلة قيمة وأصل أن يعلن لزوجته وأم أولاده أنه ينوي التعدد وعليه أن يتحمل ما سيجنيه بعد هذا الاعتراف.
نسائنا المعتزات بعوائلهن وقبائلهن يسامحن في كل شيء ماعدى التعدد،لايهمهن إن كان الرجل خائنا أوزير نساء أو بخيلا أو سيء المعاملة كل ذلك لايهم، ولايقارن بالتعدد فمن أين استمدمجتمعنا كل هذا التشدد في مسألة مباحة شرعا.
لايحفل التاريخ القريب لهذه البلاد بنماذج تذكر لتعدد الزوجات على الأقل لدى المكون العربي البربري،وإن كانت القبائل الموريتانية الإفريقية تنزل عند حكم الشرع في قضية تعدد الزوجات وتبيحه بل إن بعض هذه القبائل في منطقة الضفة تعتبره سنة حميدة، ولاتجد الزوجة الأولى غضاضة في خطبة زوجة أو اثنتين أو حتى ثلاثة لزوجها وتجتهد في تزينهن ليلة العرس. "كل هذا السلوك" الحميد شرع يعتبر ضربا من الجنون لدى القبائل العربية البربرية، في هذه المجتمعات تعد مسبة ومذلة أن تقبل الزوجة بالتعدد مهما كانت حاجة زوجها و مبرراته، لكن لوحظ في السنوات الأخيرة اتساع للتعدد تحت يافطة الزواج السري حيث بات الكثير من الرجال الساعين إلى التعدد يلجأون لهذه الحيلة التي تمكنهم من اقتناص فرصة ثانية للزواج شريطة أن لاتعلم الزوجة الأولى وحتى إن عرفت فإنه ساعتها يكون قد حفظ لها ماء الوجه بالسرية.
غالبا ماكانت دوافع هذا النوع الأخير من الزواج اقتصادية بحتة، رجال ميسورين تقدم بهم العمر وشابات فقيرات يحاولن إعالة أسرهن، حتى وإن ضحين بفارس الأحلام الخيالي للحصول على فارس حقيقي بد لايكون بوسامة وشباب الخيالي. في الزواج السري كما عرفناه في السنوات الأخيرة حقوق ضائعة وأسر متفككة وأولاد يعانون عدم اعتراف الآباء، لكنه رغم كل ذلك ساهم بحسب البعض في الحد العنوسة التي تحتل بلادنا فيها مكانا متقدما على الخارطة العربية.
بعيدا عن المسلمات التقليدية لمجتمع متشدد في قضية التعدد تحتاج هذه الظاهرة إلى دراسة عميقة تبحث بتجرد عن ما أراده الشرع من حكمة في التعدد قد تعصم المجتمع من التهتك الأخلاقي وتقلل من نسب الطلاق المرتفعة وما ينجم عنها من فساد مجتمعي، كل ذلك طبعا مع الوقوف عند مفهوم العدل بين الزوجات الذي جعلته الشريعة أساسا لأي تعدد وحرمته بدون العدل.
حنان محمد سيدي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق