السبت، 25 مارس 2017

لو كنت من المحاورين للرئيس لسألته



1 ـ ركّزتم في مقدّمتكم على إشادة خاصة بالجيش الوطنى وتجاهلتم المدرّسين والأطباء والمزارعين وغيرهم من الشموع التي تحترق في سبيل خدمة الوطن، فهل هو منطق الغابة التي لا احترام فيها ولا تقدير إلاّ لمن كانت له قوة من قبيل العضلات والسلاح مثلا، أم أنّ الأمر لا يعدو تقرّبا هدفه دغدغة مشاعر الجيش خشية الانقلاب عليكم، خصوصا وأن الأوضاع الآن شبيهة بتلك التي تحرّكتم فيها غداة انقلابكم 2008

2
ـ أعلنتم منذ استلامكم للسلطة انحيازكم للفقراء، وما فتئتم تؤكّدون ذلك عبر خرجاتكم العديدة، غير أنّ نظرة سريعة تؤكّد أَنَّ في الأمر إِنَّ: قفز كلغ الأرز من 140 إلى 280 أوقية، وتشقلب كلغ السكر من 180 إلى 300 أوقية، وانزاح اللحم من 1000 إلى 2400 أوقية.. وانتفض اليايبوي الذي كان يُعْطَى مجانا و قد يباع ب 20 أوقية إلى 150 أوقية هذا إن وجد أصلا، هلاّ أقنعتم الفقراء ـ وهم يستمعون إلينا الآن ـ بأنّ هذا جميعا كان لمصلحتهم؟
3
ـ وصفتم تصويت الشيوخ ب "لا" ضمن الصلاحيات التي منحها لهم القانون الموريتاني رفضا لمسعاكم الرامي إلى تغيير الدستور بشكل أحادي بأنّه عمل غير أخلاقي، فهل الانقلاب انطلاقا من قانون القوة على رئيس منتخب دستوريا وتعطيل الدستور والقانون معاً لمصلحة الأفراد هو عمل أخلاقي؟
4
ـ تقولون بأنّ محكمة العدل السامية ميّتة، وأنتم رئيس الجمهورية ورئيس المجلس الأعلى للقضاء، ألاّ يمثّل هذا القول اعترافا ـ والاعتراف سيّد الأدلّة ـ بفشل السياسة القضائية المتّبعة عندكم، وبالتالي يرتّب المسؤولية عليكم، ثم تقولون إذا شئتم أنشأنا لكم منها عشرة، ألا يعتبر هذا أيضا سخرية واستهتارا بإحدى مؤسّسات الدولة المهمّة؟، والمفارقة أنّ القول هنا يصدر من الجهة التي يفترض أنّ تكون حامية ومفعّلة لها؟
5
ـ قلتم هل من المنطق أنّ نعطّل تصويت 142 برلمانيا بنعم لأنّ 33 شيخا صوّتوا بلا، إذا تجاوزنا الصلاحيات التي منحها لهم القانون ولا خلاف عليها قانونيا، وافترضنا معكم بأنّ هؤلاء الشيوخ لا يمثّلون ثلاثة وثلاثين مقاطعة موريتانية، وإنّما يمثّلون أنفسهم فقط، ثم استسلمنا لهذا المنطق كلّيا، فبأي معنى يحقّ للفرد الواحد، حتّى ولو كان رئيس الجمهورية، أن يعطّل هو أيضا عمل ثلاثة وثلاثين فردا، وبإجراء مختلف في قانونيته؟
ملاحظة: رأيت في سكوت الصحافة على اتّهام الرئيس لهم بأخذ أموال الشعب بغية سبّه والتشهير به سكوتا في غير محلّه، واعترافا بجرم لا أظنّهم اقترفوه، فلا أقّل عندي من أن يبيّنوا له ـ وأظنّه بحاجة إلى ذلك ـ أنّ رسالة الصحفي ـ بالمعنى الحقيقي ـ كما هي رسالة الأديب والشاعر و"أهل العربية" أسمى وأعمق ممّا يتصوّر.
د محمد ولد محفوظ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق