( أول ما يخطر في بالي هو الأوضاع المزرية لآلاف الفقراء والمحرومين اللذين يعلقون أمالا جسيمة علي برنامجنا الإنتخابي لنيل حقهم ااكد أنني لن اخيب
آمالهم لأنني جئت من أجلهم ولأنهم انتخبوني لأن أنهي مأساتهم ) .محمد ولد عبد العزيز.
أسئلة كبرى يثيرها هذا النص المكثف الدلالة ،المشبع
بدفئ وبصدق العاطفة ،لعل من أبرزها:
من هم هؤلاء(الفقراء والمحرومين..) والذين تقر أنهم
يعيشون أوضاعا مزرية؟ ما لونهم؟وفي أي ربع من الوطن يسكنون؟ وفي أية جهة منه؟
وتقر لهم كذلك أنهم يعلقون آمالا جسيمة على برنامجكم الإنتخابي_ ولا غيركم_ لنيل حقهم ؛وتعترف لهم صراحة أن لهم حقوقا ،وأنهم يعيشون مأساة ،وانك جئت من أجلهم لكي تنهي تلك المأساة،وتحرص كل الحرص أن تقول لهم انك لن تخيب آمالهم ؛كأنك تقول لهم لست كمن سبقوني وضيعوكم،وتعترف لهم أنهم انتخبوكم،اوليست هذه سابقة في تاريخ البلاد والعباد،وهل سيصدقها الناس( الفقراء )؟
يعترف رئيس بفضل الناخبين له! وفوق ذلك يتعهد
بإنهاء مأساتهم وهم بالآلاف وكلهم محرومون!؟
حقيقة ،أن هذا لأمر مربك لنا كمثقفين أولا؛فكيف بألآخرين (الفقراء)الذين يعيشون تلك المأساة منذ نعومة أظافر الدولة التي يسكنونها؟
سيدي الرئيس؛مربك لنا وللمواطنين،لأننا جميعا ،لم نألفه في حياتنا،ومن تخاطبهم(الفقراء) يصعب عليهم
تصديق ذلك،والذين لايريدون أن يتساوى الناس في
الكرامة وحسن الحال لن يقبلوا بذلك لأ نهم يعتبرونك،سيدي الرئيس،قد أعلنت عليهم الحرب،
بتعهدك هذا،ففهموه أنه نزع لإمتيازاتهم،وهم لا يريدون المساواة مع الناس؛
سيدي الرئيس، الواضح انك كنت تعني بالفقراء،جميع المواطنين الذين يعيشون تلك الأوضاع التي وصفتها بالمزرية ،بغض النظر عن لونهم وعن جهتهم ؛
صدقت سيدي الرئيس؛ولكنك توافقني أنك تعني أولئك الذين عاشوا تاريخا طويلا من الحرمان ،وأن من
بينهم من قص الظلم ألسنتهم ،ردحا من الزمن ولم يستطيعوا التعبير _حتي عن ذلك ااحرمان_ (قول:أح)؛
قبل مجيئكم؛وأنهم سيدي الرئيس أولئك الذين وجدتهم قابعين في بيوت عنكبوتية؛ الظلام الدامس أنيسهم ،والجهل والمرض والفقر المدقع وعدم الأمن ...هو الشيئ الوحيد الموزع عليهم بعدالة،
جئتهم وهم على هذا الحال وفي هذا الوضع الأزوم،والمهزوم،وقلت انك " جئت من أجلهم "و،لكي "تنهي مأساتهم" .
صدقت،سيدي الرئيس؛
لأن من دواعي مجيئك،انك كنت تعيش مرارة سوء وضعهم المزري؛
ولأنك كنت مسكونا بهم إنهاء مأساتهم؛
ولأنك،كنت مدركا لحجم تلك المأساة؛ لهذا ولذاك،
نزلت عليهم في بيوتهم تلك( الحي الساكن الكبات...)
فأحتضنتهم بين ذراعيك وشددتهم إلى صدرك بقوة ،
لأنك كنت تدرك أن أول وأهم ما ينقصهم هو الحنان والدفء والاحتضان،حنان ودفء وأحتضان الدولة،
التي يقيمون فيها والتي لم يحلبون منها غير العبودية
في الريف ثم العبودية في الحضر ؛يرونها كالشبح البعيد كأنه السراب" يحسبه الظمآن ماء"( غذاء )
حتي إذا طرقوا أبواب مداخل رزقها أغلقت أمامهم
وأطفئت مصابيح تلك المداخل لعل المارة تلاحظ تجمهرهم أمامها فتدرك حجم المأساة ؛
سيدي الرئيس؛
صدقت،في الوصف،وفي مبررات المجيئ،وفي التعهدات،....وفي؛
فها انت تتابع ما تعهدت به أمامهم وأما م الله حتي الآن،ولم يثنيك تشكيك المشككين ولا عويل المفسدين وحنينهم الى عهد الدولةالبقرة الحلوب ،دولة الجهات والقبائل ،الباكين على الزمن الرديئ ،زمن الغبن والسيبة ،زمن الطبقة الآرستوقراطية الهجينة؛
سيدي الرئيس؛
يتضح شيئا فشيئا،أنها معركة حقيقية بين طرفين:
_طرف لا يهمه إلا دولة الفساد والسيبة،الدولة البقرة الحلوب ليستمتع هو وحده بحليبها ؛وهذا الطرف لايتورع عن جمع كل المأثرات داخلية كانت ام خارجية لكي يتداركها لتظل قائمة والوسيلة عنده تبرر الغاية ولو كانت بيع الحشيش و أستراد المؤثرات العقلية ومن أي نوع كانت أو يمارس العمالة للأجنبي لتمزيق النسيج الإجتماعي ليظل متمتعا بحلي هذه الدولة،
طرف يستشعر الخطر ويفهم الدولة أنها خيمة للجميع وتتسع له، لكل فرد الحق في قسط من ظلها ومن ثمرها
ويعي ويحس مسؤوليته إتجاهها ويحرص عليها كحرصه على صلاته ويعمل على تقويتهاوتثبيت مداركها أمام كل العواصف ولأنك،سيدي الرئيس تقود الطرف الثاني وتشفق على الأول؛فقد صدقت
عندما قلت " أن أول ما يخطر في بالي هو الأوضاع المزرية لآلاف الفقراء والمحرومين......لأن أنهي مأساتهم".
النائب ورئيس حزب الكرامة شيخنا محمد حجبو
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق