سجل الشيوخ موقفا تاريخيا يحسب لهم في بلد تعتبر فيه "لا" خارجة من
الموالاة أمرا نادرا.. ونالوا تعاطفا وثقة في أوساط واسعة من الرأي العام
الموريتاني..
ويبدو أيضا أنهم أوقفوا إلى حين اندفاع البلاد نحو مجهول لا أحد يعرف حجم مخاطره.
غير أن القرار الشجاع الذي اتخذه الشيوخ برفض تعديلات عبأ لها الرئيس ووقف خلفها بثقله خلط الأوراق بدرجة مذهلة، ووضع البلاد على طريق آخر لا يقل خطرا إذا لم تتحل كل الأطراف بالحكمة المطلوبة.
سيكون هنا على المعارضة التخفيف من الأجواء الاحتفالية بنصر لم تحققه، وألا يشجعها هذا الحدث المهم فعلا على الدخول في أي أنشطة من شأنها توتير الوضع أكثر مما هو عليه.. عليها دراسة الحالة بترو يجنبها ابتلاع قرار الشيوخ في شكل "طعم" ضار.
أما الرئيس محمد ولد عبد العزيز الذي سأركز عليه، فهو من دون شك قادر على أن يمسح الأرض بالشيوخ الذين يفترض أنهم خذلوه، وفي مقدوره أن يفرض تعديلاته بالطرق القانونية الأخرى المتاحة. لكنني أعتمد على ذكائه السياسي وحسه الوطني في قهر مزاجه والابتعاد عن "شخصنة" الموضوع..
أعتقد أن الرئيس عزيز استنتج أنه لا المعارضة وحدها ترفص التعديلات.. هناك قطاع عريض من نخبة البلد يرفضها أيضا.. هو منا، ويعرفنا جيدا، ولذا أفترض أنه يدرك أنه ما كل المطبلين له يصْدُقونه...
إن أمام الرئيس الآن فرصة ذهبية نتمنى ألا يضيعها هي القبول بالاحتكام إلى المؤسسات لتجاوز أزمة خطرة تعصف بالبلاد، والتقدم باتجاه التهدئة..
إنه راحل - كما أكد- بعد عامين، وباق يمارس السياسة –كما قال- وسيكون له مرشحه في الانتخابات الرئاسية المقبلة كما أعلن.. فليبدأ حملته السياسية من الآن بإخراج البلد من مأزق هو في غنى عنه، فمن مصلحة البلد أن يتجنب الهزات. ومن الضروري لمصلحة الرئيس الشخصية أن يظل قادرا على الإمساك بخيوط الأمور بقوة حتى الاستحقاق القادم..
ولأني أثق في ذكاء الرئيس أنا متأكد من أنه يدرك أن الوضع لم يعد على حاله.. هو يتذكر من دون شك أنه حينما أُسقط نظام الرئيس هيداله انقلب عليه كل منافقيه وخرجوا في تلك المظاهرات الكبيرة التي نتذكرها جميعا ، وحينما أسقط هو نفسه نظام معاوية اندفع الكل معه، وكان "كلاب النظام" من أول داعميه.. لكنه يذكر أيضا أنه درب النواب على التمرد على الحاكم، أيام "الكتائب البرلمانية". والأهم من ذلك أنه حينما أسقط الرئيس سيدي ولد الشيخ عبد الله لقي معارضة شديدة من بعض أنصاره ، ولم يتخلوا عنه بعد البيان الأول..
والآن يتخذ مجلس الشيوخ هذا القرار "الصادم" المفاجئ لأكثر المراقبين وعيا إلى درجة أن كثيرين اعتبروه قرارا رتبه الرئيس نفسه ، لأنه لا أحد يتوقع أن يعمد "شيوخنا" الذين نعرف- مثل نوابنا، و"أطرنا"- إلى كسر إرادة الرئيس..
إن قرارهم هذا سواء أكان مرتبا أو من تلقاء أنفسهم يظل مؤشرا إلى أنه هناك الجديد، والأمور إلى تغيير..
ويبقى تحكيم العقل، وتغليب الحكمة، والحرص على البلد، أمورا مطلوبة من الكل في هذا الظرف الدقيق..
الشيخ بكاي
ويبدو أيضا أنهم أوقفوا إلى حين اندفاع البلاد نحو مجهول لا أحد يعرف حجم مخاطره.
غير أن القرار الشجاع الذي اتخذه الشيوخ برفض تعديلات عبأ لها الرئيس ووقف خلفها بثقله خلط الأوراق بدرجة مذهلة، ووضع البلاد على طريق آخر لا يقل خطرا إذا لم تتحل كل الأطراف بالحكمة المطلوبة.
سيكون هنا على المعارضة التخفيف من الأجواء الاحتفالية بنصر لم تحققه، وألا يشجعها هذا الحدث المهم فعلا على الدخول في أي أنشطة من شأنها توتير الوضع أكثر مما هو عليه.. عليها دراسة الحالة بترو يجنبها ابتلاع قرار الشيوخ في شكل "طعم" ضار.
أما الرئيس محمد ولد عبد العزيز الذي سأركز عليه، فهو من دون شك قادر على أن يمسح الأرض بالشيوخ الذين يفترض أنهم خذلوه، وفي مقدوره أن يفرض تعديلاته بالطرق القانونية الأخرى المتاحة. لكنني أعتمد على ذكائه السياسي وحسه الوطني في قهر مزاجه والابتعاد عن "شخصنة" الموضوع..
أعتقد أن الرئيس عزيز استنتج أنه لا المعارضة وحدها ترفص التعديلات.. هناك قطاع عريض من نخبة البلد يرفضها أيضا.. هو منا، ويعرفنا جيدا، ولذا أفترض أنه يدرك أنه ما كل المطبلين له يصْدُقونه...
إن أمام الرئيس الآن فرصة ذهبية نتمنى ألا يضيعها هي القبول بالاحتكام إلى المؤسسات لتجاوز أزمة خطرة تعصف بالبلاد، والتقدم باتجاه التهدئة..
إنه راحل - كما أكد- بعد عامين، وباق يمارس السياسة –كما قال- وسيكون له مرشحه في الانتخابات الرئاسية المقبلة كما أعلن.. فليبدأ حملته السياسية من الآن بإخراج البلد من مأزق هو في غنى عنه، فمن مصلحة البلد أن يتجنب الهزات. ومن الضروري لمصلحة الرئيس الشخصية أن يظل قادرا على الإمساك بخيوط الأمور بقوة حتى الاستحقاق القادم..
ولأني أثق في ذكاء الرئيس أنا متأكد من أنه يدرك أن الوضع لم يعد على حاله.. هو يتذكر من دون شك أنه حينما أُسقط نظام الرئيس هيداله انقلب عليه كل منافقيه وخرجوا في تلك المظاهرات الكبيرة التي نتذكرها جميعا ، وحينما أسقط هو نفسه نظام معاوية اندفع الكل معه، وكان "كلاب النظام" من أول داعميه.. لكنه يذكر أيضا أنه درب النواب على التمرد على الحاكم، أيام "الكتائب البرلمانية". والأهم من ذلك أنه حينما أسقط الرئيس سيدي ولد الشيخ عبد الله لقي معارضة شديدة من بعض أنصاره ، ولم يتخلوا عنه بعد البيان الأول..
والآن يتخذ مجلس الشيوخ هذا القرار "الصادم" المفاجئ لأكثر المراقبين وعيا إلى درجة أن كثيرين اعتبروه قرارا رتبه الرئيس نفسه ، لأنه لا أحد يتوقع أن يعمد "شيوخنا" الذين نعرف- مثل نوابنا، و"أطرنا"- إلى كسر إرادة الرئيس..
إن قرارهم هذا سواء أكان مرتبا أو من تلقاء أنفسهم يظل مؤشرا إلى أنه هناك الجديد، والأمور إلى تغيير..
ويبقى تحكيم العقل، وتغليب الحكمة، والحرص على البلد، أمورا مطلوبة من الكل في هذا الظرف الدقيق..
الشيخ بكاي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق