سيدي
الرئيس إخوتي أخواتي بعد فترة من الغياب ها أنا أطل عليكم من جديد
بهذه الرسالة
التي وجدت نفسي وضميري يمليان علي إرسالها إليكم و ذلك من بسبب ما يجري في الساحة
الوطنية سياسيا واجتماعيا من أمور اعتبرها تشكل خطرا على كيان أمتنا الموريتانية و
من أهم تلك الأمور ما أصبحنا نعيشه من انحراف في السياسة و فوضى في الحريات و تشوه
في الأفكار و الطموحات بل وفساد في الأخلاق و القيم و أمراض في النفوس و العقليات
ولهذا فالوطن يمر بمرحلة دقيقة تتطلب منا جميعا بكل أطيافنا و مستوياتنا وتوجهاتنا
ومواقعنا لمراجعة أنفسنا و الوقوف معا للحفاظ على وحدة مجتمعنا و تقدم بلادنا إلى
الأمام لأننا أولا مسئولين أمام الله و الوطن وثانيا لكون هذه الأمور إذا لم يتم
تصحيحها من الآن قد تؤدي بنا إلى ما لا تحمد عقباه لا قدر الله من تشرذم و تأخر بل
و فتنة وزوال
فالمتتبع للأوضاع في البلاد يلاحظ أنه من خلال ما نعيشه من حقائق و
اتجاهات و أهداف مختلفة يمكننا القول أننا أمام ثلاثة مستويات من الواقع و هي
_ أنه يمكننا التفاؤل بأننا بخير إذا افترضنا أن نوايانا حسنة و
أهدافنا صادقة في الأمور كلها و مسارنا ووسائلنا للوصول الى ذلك صحيحة أيضا
_ أن نستشعر بعدم الاطمئنان على أحوالنا بسبب عدم انتهاجنا لاستراتيجيات
و أخلاق و آليات ايجابية في تحقيق أهدافنا
_ أننا نستشعر الخوف و الخطر على أنفسنا و الوطن بسبب أنه أصبح فينا
أو من بيننا أشخاصا لهم نوايا وأهداف غير حسنة و صادقة في الإصلاح و الخير اتجاه
الأمة و الوطن
ولمعرفة حالنا و واقع الوطن من هذه المستويات الثلاثة ما علينا سوى
الإجابة على الأسئلة التالية
أين نحن من تعاليم ديننا الحنيف الإسلام في ما يخص الدين و الدنيا
هل نحن الآن نعيش الأخوة الإسلامية الحقيقية و ما يتطلبه ذلك من حب
الخير للآخرين
هل الهدف الحقيقي لطموحاتنا هو الإصلاح و المصلحة العامة أم الفساد
والمصلحة الخاصة
هل أخلاقنا و مسلكياتنا تتماشى مع أخلاق و سلوك المسلم و المواطن
الحقيقي
هل ما نقوله و نرفعه من أقوال و دعايات و ما نقوم به من أفعال يتوافق
مع ضمائرنا و مصلحة بلادنا
وبالتأكيد فالجواب على هذه الأسئلة إذا انطلقنا فيه من نظرة تحليلية
للواقع الحالي فانه سيضعنا إما في المستوى الثاني من المستويات السابقة الذكر ألا
و هي عدم شعورنا بالاطمئنان أو في المستوى الثالث و هو الشعور بالخوف و الخطر لما
أصبحنا نعيشه من أخلاق و مسارات غير صحيحة و أهداف غير صادقة لدى البعض منا للأسف
الشديد
ولنكون
موضوعيين و واقعيين علينا أن نقف بجدية وشجاعة على الأسباب الحقيقية و الأساسية
التي أدت بنا إلى كل تلك الاختلالات في العقول و النفوس و السلبية في التوجهات
والتصرفات ألا وهي الطموحات الأنانية و
المتمصلحة لبعض من يصفون أنفسهم بالسياسيين و الحقوقيين و النقابيين و أصحاب الرأي
الذين يرفعون يافطات الحقوق والعدالة والإصلاح و يتحدثون باسم الشعب و الوطن و كأنهم مخولين أو
أوصياء على ذلك ألا يدركون أن هذا النوع من الطموحات غير مشروع لما قد يسببه من
تفرقة وفوضي بل و فتنة و فساد في الأرض سواء كان ذلك بسوء نية أو بسوء تصرف بحجة الوصول إلى أهداف و مصالح شخصية و دنيوية بحتة على
أساس تحقيق الغاية بأي وسيلة و لو كان ذلك على حساب الدين و الوطن العياذ بالله
و
أمام هذه الوضعية أصبحنا مذهولين بكثرة القيل والقال و التداخل في الأدوار إضافة
إلى التمظهر و الخداع حتى اختلط الحابل بالنابل كما يقال حيث يصبح الرجل سياسيا و
يمسي حقوقيا أو نقابيا و العكس صحيح و إذا به أمينا تارة و سارقا تارة أخرى بل و
يتحول هذا الرجل من داعم إلى معارض والفني
إداريا والعكس صحيح وذلك حسب الغاية والمصلحة الذاتية كما يتبدل الشخص في بعض
الأحيان من نزيه إلى محتال ومن صادق إلى
كاذب و من وفي إلى منافق بل و من حميم إلى مهاجر
ومن مخلص إلى عدو اللهم إن هذا منكرا أنكرناه وحسبنا الله ونعم الوكيل ألم
يقول عز وجل ( ولا تلبسوا الحق بالباطل و
تكتموا الحق و أنتم تعلمون ) صدق الله
العظيم و قوله تعالى ( ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا و يشهد الله على
ما في قلبه وهو ألد الخصام وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث
والنسل والله لا يحب الفساد ) صدق الله العظيم د محمد محمود اعل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق