الاثنين، 11 يونيو 2018

الثقافة الحسانية… الا جا لعياط من الكدية

 
يتحدث بعض الباحثين في الأدب دائما عن مصطلح “فلكرة” الثقافة وهو مصطلح يعني جعل الثقافة مجرد  فلكلور بعيدا عن التوغل فيها وفي هويتها الحقيقية, أو توظيفها، لأغراض، “مشبوهة” أبعد ما، تكون عن الثقافة.  مايحصل من عبثية داخل المشهد الثقافي في الأقاليم الصحراوية، مدعاة للسخرية المؤلمة.

تراث أدبي حافل ودسم  لايتم التعريف به والقاء الضوء عليه الا من خلال جعله واجهة ضعيفة لمؤسسات هشة تسعى من خلال تأسيسها للظهور بمظهر المدافع عن هذه الثقافة في حين أنها تبيدها وسط الهرج والمرج الذي تسقطها فيه. بل وتجعلها ثقافة لا تاريخ لها لأن من يتحدثون عنها لا يهمهم بالضرورة التعريف بها بقدر مايهمهم هل “الكاميرا شاعلة أو لا”  ويهمهم أكثر اظهار أنفسهم كمدافعين عن القضية الوطنية من خلال،الثقافة الحسانية. حتى ولو كانت النتيجة مسرحيات هزلية واخراج ضعيف.
ومايصدم أحيانا وسط هذا العبث كله هو انسياق البعض من أدبائنا من المناطق الأخرى للمملكة  لهذا الأمر فقط لإن الأمر يتعلق بالصحراء  وقبول كل مايأتي من هناك حتى لو كان لايعبر بالضرورة عن هذه الثقافة في حقيقتها وتجدهم مبهورين بمايقدم لهم خصوصا لو جاء في اطار فلكلور. المهم أن تكون الملحفة والدراعة حاضرتان لتأثيث المشهد واكتمال الصورة.
ارتباط الثقافة بالسياسة ليس دائما في صالح الأولى بل أحيانا يدمرها حينما لايتم التعامل معها كهوية حقيقية تستحق الاهتمام والتعريف بها بعيدا عن المصالح  الشخصية والمسرحيات الهزلية التي يلعب فيها الأدوار ممثلون غير محترفين.
لكل مجتمع ثقافته التي تحدد هويته وهو مسؤول  قبل أي شخص اخر على الاهتمام بها وصيانتها, ولكن ليس كل منتمي لهذه الثقافة هو بالضرورة مؤهل للحفاظ عليها وليس كل من يتحدث الحسانية هو شاعر او كاتب أو “باحث” أو حتى خبير بها.   ولعل من أكبر الآفات التي جاءت بها تلفزة العيون هي احتفاظها بالعديد من الصفات داخل كيس كبير و توزيعها  على الأشخاص، وبذلك أصبحت تعطي الشواهد من تلقاء نفسها، والأمر ينطبق على العديد من المؤسسات كل ماتعلق الأمر بالأقاليم الجنوبية.
حجيبة ماء العينين 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق