الأحد، 17 يونيو 2018

"إمارة الشعر" بين المركز والهامش

 

في قضية المركز والهامش في الثقافة العربية، تذكرت كيف ثار نقاد وشعراء الأطراف على تسمية الشاعر أحمد شوقي أميرا للشعراء.. واستمرار ذلك اللقب حكرا عليه حتى بعد رحيله بسنوات طويلة.

وهنا نتذكر الناقد الإماراتي احمد بن علي لعويس الملقب بالمقداد، فقد كتب في احد أعداد مجلة (صوت البحرين) الصادرة عام 1950 مقالا بعنوان : " اسقطوا شوقي عن إمارة الشعر" جاء فيه :
" مازلنا نطالع في أمهات الكتب والمجلات والصحف الناطقة بالضاد في العالم، وحتى في صحافة المهاجرين العرب في أميركا لقب «أمير الشعراء.. شوقي» سواء في حديث الشعر، أو في سياق النثر المجرد من اللغة الموسيقية.
وها قد بلغ هذا (اللقب) الفضفاض المضفى على المغفور له احمد شوقي (بك!) من العمر عتيا، وشهده أميره في حياته واستراح، وما انفك الرفقه المباركون إياه يهزجون حتى اليوم.
لا ندري سر هذا العناد الملح في إقامة (الإمارات) في دولة الشعر، التي لا يعنيها مطلقاً، أمير يختال في أفنائها.
ولا يضيرها زعيم من زعامات الكلاسيكية الميتة في أكنافها .إن احمد شوقي ـ مع تقديرنا له كشاعر كبير! لا يصلح إثباتا للواقع ـ وان هيأ الجو التمثيلي الروائي الشعري.. أن يكون أميرا للشعراء! ولن ينفع هذا الوسام المذهب إلا من أضفاه عليه رياء، مجاملة وتضليلا.
إن احمد شوقي ـ ونرجو ألا ينذهل المغفلون! ـ لا يستحق لقب «عريف» في دولة الشعر الفني فما كان احمد شوقي فناناً في العرف الإبداعي بالدرجة التي تؤهله، لتقبل وسام الإمارة الفنية."

أما شاعر الثورة الجزائرية مفدي زكريا ( زار موريتانيا في السبعينات) فقد اعتبر انه حقيق بالإمارة لو أسعفته عوامل الشهرة التي مهدت الطريق أمام شوقي لاعتلاء هذه الإمارة ، يقول :
ليس الشمال بمثل شوقي عاجزا == لو أن في بعض النفوس سخاء
إن الجزائر كالكنانة حرة == تلـد الرجال وتنجــب العظماء
نشـأ الأمير مع الأمير منعما == بين الــرياض يسـاجل الورقاء
ونشأتُ مقصوص الجناح معذباً == أقضي الحيـاة مضاضة وعناء
لو ذقتُ من كأس النعيم صُبابة == لغدوتُ أحمل للقريض لواء
ما اليأس في طلب العلا من شيمتي == إني أعـد القانطين إماء
لا يأس في هذا الوجود فإنني == لا أنثني أو أبلغ الجوزاء
(من محاضرة فائتة لنا)..
شخصيا : لا أوافق الناقد الاماراتي لعويس حول عدم شاعرية شوقي..
لكنني أوافق مفدي زكريا في شاعريته وأحقيته بالامارة مع شوقي أو بعده.

الدكتور الشيخ سيدي عبد الله 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق