الثلاثاء، 3 يوليو 2018

مكلف بمهمة بالوزارة الأولى : علينا أن ندرس الغاية من الدستور



أعتقد أن عزم رئيس الجمهورية عدم الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة أمر يبعث القلق
على مصير أمة تسير بخطىً حثيثة و آمنة باتجاه سليم، قائدُها إليه عارفٌ بوعورة الأرض و كثرة الخنادق و المهاوي و المطبّات، و مدركٌ أن بعض المسالك و الدّروب لا تؤدي بالضّرورة إلى موريتانيا كما ينشدها الجميع، و أكاد أُجزم أن موريتانيا في هذه المرحلة بحاجة إلى أمثاله من الصادقين مع أنفسهم و شعبهم و محيطهم الإقليمي و الدولي و إرثهم التاريخي، و أنها بدونه ستكون أمام مفترق طرق قد يقود إلى برٍ آمن يوصل إليه عبر مسار سالك كهذا الذي وصلنا إليه في رحلتنا العرضآمنة، و لكنه - لا قدر الله - قد يوصِل إلى بحر لجي أعماقه موحشة و سواحله مُخيفة، لذلك فإني أعتبر المخاطرة في هذا الظرف مسألة ينبغي أن يدرسها الرّاشدون و من هم دون ذلك مهما تشعبت الطرق و كانت قددا...
قد يعتقد البعض ممن ينظر بعين غائرة ترى البعيد قريبا و القريب بعيدا أني أريد نقض العهد أو المساس بالدستور، و ليت أصحاب هذه النظرات الحولاء يستطيعون إعادة النظر بعيون حوراء و نظرات صادقة ترى الحقيقة مهما كان أثر الرغبة و تأثيرها.
علينا أن ندرس الغاية من الدستور، و نبحث بحثا تأمليا في عُمق هذه المسألة، لأننا بذلك سنعدل عن مسائل مهمة في شكلها و لكنها عقيمة في جوهرها...
ليست مفارقة الأحبة و الخلصاء أمرا سهلا تقبله النفوس بشكل تلقائي، أحرى أن نسمع أن القائد الذي أنقذ البلاد و أسعد الشعب و أمنه و زرع بذور النشأة يريد أن يودع دون أن نحرك ساكنا، و قد تكون هنالك نفوس مثّلت طوال هذه الفترة و لا يقلقها على البلاد أن يودع القائد ! و خلاصة القول أن هذه التّصريحات لن تثلج صدورنا و لن تبعث إلى الرّاحة و الأمل و الاطمئنان، لأنها تتعلق بمصير أمة بحاجة إلى متابعة السير، و بحاجة إلى تأمين المكتسبات و هي الأمة الأحوج إلى مواصلة العطاء و الحضور...

محمد محمد فال ولد سيدي عبد الله 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق