الأحد، 16 أبريل 2017

رحيــــــــــــــل مواسم الفرح (قصيدة )

(1)
يسافرُ فينا الحنينُ إلينا ..

… ويأكل أحلامنَا الغولُ
.. تنهش أطفالنا السوقُ ..
ينتعل اليأس أكتافَنا , ونقول :
-غدا سيطلّ على الأرض
من يملأ الرحب أبًّا ..وحبا
نقول ..نُحَاجي …
ويلحس أضغاث أحلامنا
( الحادثُ ) المُتَكوِّرُ ..
خلف الخيام ..
….بِـ"عشرين ظُفرًا" ……
يطاردُ عند حلول الظلام ..
…..الصَّبايا ……
ويحرمهن لذيد المنام .
(2)
لماذا .. أخا الدهر …..
ترحل عنك المواسم……….
….. والفرحُ المستديم ,
.. ويقطن بين جوانحك الهَمُّ …آهٍ ..
أخا الزمن المُرِّ … يا وطني ..
…وَيْكَ ..ترحل عنك المواسم ..
أنت هنا ..لا تَريمْ ..
.. لماذا تهاجر عنا المواسمُ / صحوُ الصبايا…
..وتَسْكُتُ ( شَـنّةُ ) مَوَّاِلِنَا المُقْمِرِ ?! ..
لماذا تكشّر فيك السَّمُوم وينهار ..
….بيتُ القصيدِ على ساكنيه ..?
لماذا انْتِحارُالزهور … ?
.. وبين سفوحك يندلع الشوك
.. كُلُّ الرياض تكلَّسَ فيها الحَمَأ ..
كأن لَّمْ تَكُنْ ..
… حين كان الرعاةُ , بها , يُنشِدُون:
الثنايَا / المرايَا / الجفونَ ..
…. و”لا يَحْزَنُون ” ….
(3)
نهاجرُ فيك .. ونبحثُ عنك .
ونَسْألُ عَنَّا ..
- أَكُنَّا الذي كانَ / يا وَطَن العشق ./ ..
….أمْ أنَّنَا , قبلُ , ما قبلُ، كُنَّا …
نُسافر فينا …إليْنا .. ولكنَّها ..
خطوات المُعَنَّى ..
نَمُرُّ بألْفٍ , و نصف مُراب..
” تُنَادِي ” علَى ألْفِ ألفِ مُحابٍ ..
وسبعين ألفا من المُخبِرينَ ..
- بأنٍّا نَمُرُّ ..بدون جِرابٍ ..
يَعُدُّونَ ..كَمْ في حِذائِكَ مِنْ شَوكَةٍ ..
كَمْ تُساوي ? ..
إذا قِيسَ بالشَّوك من تَلْتَقيهِمْ ..
ومن تَنْتَقِيهم ..
ومن يحملون إليك , الرغيف .. النحيف .,
يَأدَمُهُ العَرَقُ الحُلْوُ و "النيَّةُ الطيِّبَه".
(4)
لماذا يَجوسُ المُرابونَ …
بالخِرْبَةِ المُقْفِرَه?
لماذا الغريب / القريب يَدُعُّ ..
أحاديثَنا والنُّعاسَ الذي قَلَّما زارَ ..
أجفاننا الـمُدبره ?
نُدَعّ …نُدَعّ …
لماذا نُدَعّ ? و …
.. هَبْ أنَّنا الغُرَباء ..
وليس على (الحوض) غير الحُمُرْ !!
لماذا الغرائبُ , يا وطني ,
سيداتُ البلاط ?
وكم فيك من سَمَر وجواري
وكم فيك من سَحَرٍ و طربْ ..
حين كان الذي كان …يا موطنًا ..
كان فيه … الأدب ..
جَرْباءُ.. هذي الغريبة .
هذي الغريبة , جرباءُ..
.. والتاج ــ يا سيدي ــ لا يُزيلُ الجَرَب ..!
ولكنهُ , ستقولُ الغرائب : تاجٌ ,
وما أعظم التاج عند العرب !!..
تقول الغرائبُ , عنكَ , الغرائبَ ..
- يا وطنا , كَبُرَتْ , فيه , كُلُّ الخطايا , ولا زَال …
تَكْبُرُ , رغْمَ الذُّنوب , مَحَبَّتُهُ في المَآقِي
تَوَرَّمَ دَمعُ المُحِبِّينَ من وَلَهٍ فيه , مِنْهُ تَقرَّحَ ..
صَمْتُ المَساق .,
(5)
زَمنُ العشق والعاشقين الكمالُ / التَّفَرُّدُ
في سُبحة من حريق القلوبِ يُرَدِّدُ منظومَها ….
…. المُتناثِرُ من صلوات الفَناءِ / التَّوَحُّدِ
مُبْحِرَةً.. دُونَ رُبَّانِــها سُفْنُهُمْ ..
- يا صَبابَةُ لا تُقلِعي ...
إنما الماءُ / جَفْنِيَ فُلْكٌ ..
هي الفُلْكُ / ماءٌ ونارٌ /
..تُبارحُ شطَّ الجفون ..بلا مُنْتهَى ..!
ليس في الأفْقِ مَرْسًى ولا مُنتهى ..
يا صَبابة هذي الصُّبابةُ شَبَّابَةٌ .. أبْحَرتْ ..
سَكَنُ الليلِ مَلَّاحُها /السَّفَرُ المُقْمِرُ
هُو الشّدْوُ شَجْوٌ ..إذا سَكِرَ الشعْرُ …
يَنْسَكبُ النَّايُ ..بَوْحًا ..فينْشَطرُ ..,
كذا البوحُ , يا وطني , شاهدٌ
يكتب الشعر عن زمن العاشقين /ويَنْشُرُ ما كَتَمُوا...
ثم يكتم ما نشروا ..

(..من تباريح ما سطروا..)
ناجي محمد الإمام 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق