لا تزال الصحف العربية بنسختيها الورقية والإلكترونية تولي اهتمامًا بتداعيات تصويت مجلس الأمن الدولي على قرار يدين الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية، وهو القرار الذي تقدمت به مصر أولا ثم طلبت تأجيل التصويت عليه ثم صوتت عليه لاحقًا بعد أن تقدمت به دول أخرى، ما أثار انتقادات ضدها.
فرأت الراية القطرية في افتتاحيتها أن القرار "يُشكل صفعة كبيرة للسياسة الإسرائيلية وصفعة في وجه الحكومة المصرية التي سحبت مشروع قرارها حول نفس القضية رغم أنها ممثلة العرب".
وفي السياق ذاته، وصفت صحيفة الشرق القطرية القرار بأنه "تاريخي".
وقالت الصحيفة في افتتاحيتها إن القرار "يكتسب أهمية من كونه يشكل انحيازا عالميا كاملا وشاملا لعدالة القضية الفلسطينية، وفي الوقت نفسه إدانة جماعية لكل سياسات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني وأرضه".
وفي حوار مع صحيفة المغرب التونسية، أشاد سفير فلسطين في تونس هايل الفاهوم بالقرار، قائلا إن "تصويت مجلس الأمن لوقف الاستيطان هو نقطة تحول تاريخية في مواقف المجتمع الدولي".
وفي صحيفة الوفاق الإيرانية الناطقة باللغة العربية، قال عادل محمد عايش الأسطل إن سحب مصر لمشروع القرار كانت "المفاجئة الأكبر التي لم يكن أحد يتوقعها".
وأضاف الكاتب أن مصر بدت "كأنها ألقت بنفسها داخل أفواه المهتمين بالقضية الفلسطينية والقضايا المتعلقة بها على الأقل، ومثلت لديهم الصدمة والتساؤل في نفس الوقت".
وأشار إلى أنه بينما ستجد مصرُ نفسَها أكثر حرجا، فإن إسرائيل "ليس في نيتها الرد على منتقدي الاستيطان بأي شيء سوى بالاستيطان والعمل على زيادة وتيرته".
وتحت عنوان "المزايدات لن تحل القضية"، حاولت الأهرام المصرية تقديم توضيح وتبرير للموقف المصري في مجلس الأمن الذي قوبل بانتقادات كثير، كون مصر الممثل العربي في مجلس الأمن.
فقالت الصحيفة في افتتاحيتها إن "الموقف المصري يرى أن الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني يجب أن يجلسا معا على طاولة واحدة، وجها لوجه، بعيد عن مصالح المتلاعبين بالقضية لغرض في نفس يعقوب، لأن البحث عن وهج الكاميرات وإغراءات الإعلام والشهرة لن يحقق شيئا، ولسوف يتواصل النزيف".
عودة المسلحين إلى تونس
اهتمت بعض الصحف التونسية بالجدل الدائر حول السماح بعودة مسلحين قاتلوا في صفوف جماعات مسلحة بدول أخرى، كما علق بعض الكتاب على الانتقادات التي توجه لتونس بعد تورط تونسيين مقيمين في أوروبا أو متحدرين من أصول تونسية في حوادث مسلحة أو دهس بالشاحنات في دول أوروبية.
ففي جريدة الصباح التونسية، قال محمد الطوير: "كون الكثير من مرتكبي عمليات إرهابية في الغرب المجاور كانوا تونسيين أو يتحدرون من آباء تونسيين، فتلك حقيقة لا يمكننا إنكارها، لكننا نرى أنه من الغباء وسوء التقدير ما نشهده هذه الأيام من استخدام هذه الظاهرة من قبل بعض السياسيين الأوروبيين وكذلك من طرف عدد من وسائل الإعلام الغربية كذريعة للتشهير بتونس وتقديمها على أنها باتت وكرا لتفريخ الإرهاب والإرهابيين، يتوجب تجنب زيارتها وتقييد التعاملات معها".
ويضيف الكاتب أن "تونس اليوم في مقدمة البلدان التي تكافح الإرهاب والإرهابيين وقد جعلت من مسألة القضاء على هذه الآفة المقيتة عنوانا للاستراتيجية التي تعتمدها والتي تقوم على مجابهتها بكل الوسائل - أمنيا وعسكريا وفكريا وتربويا - والحيلولة دون تمددها".
وفي جريدة الصحافة، قال محمد مصمولي: "أن تكون تونس، المسماة، في المخيال الشعبي، بـ «المحروسة» مهددة من خارج الحدود، بالإرهاب، وبعودة البرابرة، وبالاختراق من قبل العصابة الصهيونية، وفي نفس الوقت، مهددة من الدّاخل بالتهريب، والفساد، والانتهازية السياسية، والفقر، والاحتقان الشعبي.. فهذه حقيقة!"
إلا أنه يدعو إلى التفاؤل بشأن التصدي لهذه الظاهرة، قائلا إنه لا إمكانية لإنقاذ البلاد "إلا بتفاؤل الإرادة".
وقال إن تونس "محروسة بالأمن والحرس والجيش، وأنها كذلك محروسة بحكومة الوحدة الوطنية.. فهذا معطى موضوعي وإيجابي، نعتزّ به، ونشدّ على أيدي أبطاله.. بالشكر والامتنان".
وأضاف أن تونس "محروسة" كذلك بحكومة الوحدة الوطنية، لكنه يرى أنه تحتاج إلى "حزام سياسي يسندها، وهذا الأخير ليس متوفرا بسبب انهيار التوازن، وانتهازية الأحزاب وتشرذمها، وعجزها، إلى حدّ الآن، عن التأسيس لقطب ديمقراطي حداثي قادر على خلق البديل الضروري والإيجابي في الساحة".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق