يقول الجيش السوري إن معركة السيطرة على حلب دخلت مرحلتها النهائية، بعد أن حققت قواته تقدما كبيرا في جنوب المدينة، وبات مسلحو المعارضة، الذين لم يعودوا موجودين إلا في جيب صغير فيها، على شفا الهزيمة النهائية.
وقال اللواء زيد الصالح، رئيس اللجنة الامنية في حلب، إنه لم يعد أمام مسلحي المعارضة سوى وقت قصير وعليهم "إما الاستسلام أو الموت".
ويُعتقد أن عشرات الآلاف من المدنيين ما زالوا في الجيب الذي تسيطر عليه المعارضة في المدينة، حيث يشح الغذاء والماء.
وتقول روسيا التي تدعم الحكومة السورية، إن أكثر من 100 ألف من المدنيين قد نزحوا من مناطق القتال وسلم 2200 من المسلحين انفسهم.
وتسيطر قوات الحكومة السورية الآن على أكثر من 90 في المئة من المناطق التي كان المسلحون يسيطرون عليها، بحسب ما يقوله المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض الذي يضيف أن القوات السورية على وشك استعادة المدينة بأكملها.
وكانت حلب تعد أكبر مدينة سورية والمركز التجاري والصناعي في البلاد قبل بدء الانتفاضة الشعبية ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد في عام 2011.
وظت طوال الأعوام الأربعة الماضية مقسمة إلى جزءين، الغربي منها بيد القوات الحكومية والشرقي بيد مسلحي المعارضة.
وتمكنت القوات الحكومية أخيرا من تعدي خطوط التماس وتغيير هذا الواقع بمساعدة ميليشيات مدعومة من إيران وضربات جوية روسية، وفرضت حصارا على الأحياء الشرقية في حلب بدءا من سبتمبر/أيلول ثم قامت بهجوم شامل في الأسابيع اللاحقة.
"قيامة"
وقالت القوات الحكومية مساء الاثنين إنها سيطرت على حي بستان القصر في الجزء الشرقي من حلب وإن مقاتلي المعارضة انسحبوا من أحياء السكري والكلاسة باتجاه أحياء المشهد وصلاح الدين.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) صباح الاثنين عن مصادر عسكرية قولها إن الجيش أحكم سيطرته على حي الشيخ سعيد جنوبي شرق حلب فضلا عن منطقتي كرم الدعدع والصالحين.
وبعد ساعات سيطر الجيش على عدد من المناطق المجاورة وهي بستان القصر والكلاسة الفردوس وجلوم وجسر الحاج، بعد انسحاب المسلحين تحت القصف المكثف للقوات الحكومية، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وتقول القوات الحكومية أنها سيطرت على خمسة احياء صباح الاثنين وهي الشيخ سعيد والشحادين والاسكان وكرم الافندي والصالحين، وان المساحة التي تسيطر عليها المعارضة ضاقت الى اقل من 2 بالمئة من مساحة مدينة حلب.
وأفادت التقارير الواردة من غرب حلب بأن قصف المناطق الشرقية كان هو الأعنف خلال الأيام الأخيرة، وبأن أصواته كانت تسمع من غرب المدينة.
ويقول مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، إن معركة حلب "بدأت تدخل مرحلتها الأخيرة والمناطق المتبقية تحت سيطرة المعارضة صغيرة جدا، قد تسقط في أي لحظة."
وفي مقابلة مع بي بي سي، وصف عبد الكافي الحمادو، معلم لغة انجليزية ما زال داخل المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، الوضع هناك بالمروع.
واضاف "إن الوضع داخل الجزء الشرقي من حلب أشبه بيوم القيامة، القنابل في كل مكان، والناس تجري، والجرحى في الشوارع لا يجرؤ أحد على الخروج لمساعدتهم، والعديد من الناس ظلوا تحت الانقاض".
وقال المرصد إن ما لا يقل عن 415 مدنيا و 364 مسلحا قد قتلوا في المناطق التي كان يسيطر عليها المعارضون منذ 15 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، كما قتل 130 مدنيا نتيجة قصف صاروخي من المعارضة على مناطق غربي حلب الواقعة تحت سيطرة الحكومة.
وقالت روسيا إنها تتشاور مع الجانب الأمريكي الذي يدعم بعض فصائل المعارضة حول شروط وقف لإطلاق النار يمكن أن يتبع الانسحاب الكامل للمسلحين من حلب، لكن لم تكن هناك بوادر لاتفاق الطرفين.
وقال مسؤولون أمريكيون الاثنين إن نظراءهم الروس رفضوا مقترحا لوقف فوري للأعمال العدائية يسمح بانسحاب آمن.
ويقول محللون إن سقوط حلب سيكون أسوأ ضربة للمعارضة منذ بدء الانتفاضة في عام 2011، وستصبح الحكومة بذلك مسيطرة على المدن الخمس الرئيسية.
لكن رياض حجاب، المنسق العام للجنة التفاوض العليا، وهي مظلة تمثل فصائل معارضة سياسية ومسلحة في مفاوضات السلام التي فشلت مطلع هذا العام، يصر على أن هدف اسقاط النظام لن يتلاشى، مضيفا " إذا اعتقد الأسد وحلفاؤه أن التقدم في أحياء معينة من حلب سيعني أننا سنقدم تنازلات، 'اقول لهم' إن ذلك لن يحدث".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق