أقبلتَ كالحق وضّاحَ الأسارير == يفيض وجهُك بالنعماء والنور
علي جبينك فجرُ الحق منبلجٌ == وفي يديك جرى وحي المقادير
فرحتَ فينا، وليل الكفر معتكر== تفري بهديك أسداف الدياجير
وتمطر البيد آلاءً وتُمرِعها == يمنًا يدوم إلي دهر الدهاريرِ
أبيتَ إلا سموّ الحق حين أبى == سواك إلا سموَّ البُطل والزور!
ما أنتِ بالمصطفي يا بيدُ مجدبةً == كلا ولا أنتِ يا صحراءُ بالبورِ
أطلعتِ من تاهت الدنيا بطلعته == ونافستْ فيه حتي موئلَ الحورِ
بوركتِ أرضًا تبث الطهرَ تربتُها == كالطيبِ.. بثته أفواه القواريرِ
الدين ما زال يزكو في مرابعها == والنبل ما انفك فيها جدَّ موفورِ
والفضل والحلم والأخلاق ما فتئت == تحظي هناك بإجلال وتوقيرِ
يا سيدي يا رسول الله معذرةً == إذا كبا فيك تبياني وتعبيري
ماذا أوفيك من حق وتكرمةٍ == وأنت تعلو على ظني وتقديري !
وأنت ربُّ الأداء الفذ في لغةٍ == تشأو اللُّغي حسنَ تنميقٍ وتصويرِ
على لسانك ما جن البيان به == فذلك الشعر يرنو شبهَ مسحور!
آي من الله.. ما ينفك مُعجزُها == يعيي علي الدهرِ أعلام التحاريرِ
تلوتَها فسرت كالنور مؤتلقًا يطوي == الدنا بين مأهولٍ ومهجورِ
الشاعر جورج سلستي
من حساب الدكتور الشيخ سيدي عبد الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق