الأربعاء، 14 ديسمبر 2016

عذرا حلب ... حتى الدموع لا أملكها


كيف أبكي حلب، وبأية دموع..؟!!  الم تبيض عيني من الحزن  انا بلا دموع وبلا عيون وبلا مآق ولا محاجر إن هي إلا حفر كانت ذات يوم للإبصار فردمها الحزن وهجرتها الرؤية وجفت فيها كل الدموع
بكيت بما فيه الكفاية ولعقود من الزمن بكيت يوم دمرت فلسطين وهجر أهلها وحرق زيتون القدس واغتصبت حيفا ويافا والناصرة

بكيت مجازر دير ياسين وكفر البقر وقنا وصبرا وشاتيلا والعامرية وحماة
بكيت رصاص الأردني يستقر في قلب الفلسطيني ورصاص الفلسطيني يمزق جسد الأردني
بكيت رصاصنا يأكلنا ويشوى بأيدينا لحوم المغربي والصحراوي والموريتاني
بكيت العنف الأعمى يقتلع عيون أطفالنا في السنغال ذات مأساة بين شعب واحد في كيانين مختلفين من حيث التسمية
بكيت من ضحايا الموت والعنف فى وطني العربي أكثر مما بكيت من ضحايا القمع والجوع والظلم وغياب الحرية والعدالة بل أكثر من ضحايا الجفاف والأعاصير والأوبئة والكوارث
بكيت أفغانستان و ميانمار وإفريقيا الوسطى وبورما ومالي ونيجيريا والصومال والباكستان وكشمير
بكيت يوم انفتحت الأرض لتدفن تحتها العراقي والإيراني والكويتي بعد أن ضاق بهم ظاهرها خلافا واختلافا وانقساما مذهبيا وسياسيا
بكيت لبنان وهو يحترق ومصر وهي تغتسل بالدم وليبيا والذئاب تنهشها والسودان والنبال تقسمه واليمن والسم يقتل سعادته وتونس والإرهاب يغتال خضرتها الجميلة والبحرين وهما يتلونان بالدم والطائفية بكيت سنوات الدم فى الجزائر والقرن الإفريقي
بكيت البوسنة والهرسك والشيشان والعالم يرسم خرائطهما بالعظام النخرة والأشلاء المحترقة
بكيت سبتة ومليلية بكيت رثاء لأبرياء ماتوا هنا وهناك حرقا وتدميرا ونسفا عبر كل خارطة الوطن العري بكيت بغداد الملتهبة وأسدها المغدور
على كل ذرة من تراب الوطن العربي والعالم الإسلامي دمعة من دمعاتي معجونة بالفجيعة
بكيت دمعا أحيانا ثم ماء ثم دما وقيحا إلى ن فقدت القدرة على البكاء
بكيت كالنساء مدنا وقرى وشعوبا ودولا لا استطيع الدفاع عنها كالرجال
لم يعد لدي شيء لأفعله فماساتنا كعرب ومسلمين أخرست لساني حولتني إلى ضفدعة  مختبرغرز أستاذ العلوم إبرته فيها ليري الجميع أنها فقدت إحساسها بعد موت خلاياها الدماغية والعصبية أنا بلا دماغ وبلا خلايا عصبية وبلا مادة رمادية عشت الموت العربي والذل العربي والقهر العربي وهوان المسلمين شربت ذلك كله قهوة صباح واكلته رغيف خبز
أنا مخلوق بلا مشاعر ينتظر في أية لحظة سقوط مدينة عربية أو شجرة عربية أو إبادة شعب مسلم بنفس الطريقة التي ينتظر بها رصاصة طائشة تنهى حياته المسرطنة بالظلم والهوان والفجيعة والانكسار
لا استطيع أن ابكي حلبا ولن ابكي المدن التي ستحترق بعدها ولا الشعوب التي ستباد بعد سكانها
إنها خريطة دم ترسمها إسرائيل ويلونها بشار الأسد و روحانى وبوتن وأمريكا والعبادى ونصر الله و اردوغان بلون النار المجوسية وسواد النجمة اليهودية خريطة كل غايتها أن تختفي منها تضاريس كانت ذات صفاء للعرب المسلمين السنة
ذهب السعوديون لينحروا اليمنيين وذهب الإماراتيون ليتطاولوا في البنيان والقطريون ليتطاولوا في الصراخ وذلك جزء من رسم الخريطة أن لا يبقى للعرب السنة ظهر ولا وجه ولا سند ولا عكاز ولا حتى نقالة توصل جثثهم الى القبور فالقبور تضاريس لذلك لتأكل القطط جثثهم ولتبتلعهم المنافي والبحار وليموتوا بردا وجوعا وتشردا فلا بواكى لهم
اعذروني أنا عاطل عن الفعل عاطل عن  الدموع عاطل عن الإحساس
سأضع راسي بكل همومه ووساوسه وهزائمه وسوائله متسائلا أهي لعنة في هذا العالم أن أكون عربيا مسلما سنيا اهو كفر بواح أن احلم بالحياة والخبز والشمس
انتظر حلبات كثيرة ودماء جديدة فانا واثق أن الهدف هو أن يحتفلوا هناك بانقراض آخر عربي سني في العالم
فلتنم أعين الجبناء
حبيب الله ولد أحمد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق