السبت، 3 ديسمبر 2016

رسالة يستحيل فتح غلافها


اكتشف الإنسان منذ وجوده على هذه المعمورة قيمة الرسالة في ربط التواصل 
بين  أفراد لم تُتًحْ لهم فرصة اللقاء ، 
إلا أن رسالتنا هذه من المستحيل عليه 
ومهما كان ذكاؤه فك حبرها اللاصق حتى يتمكن من قراءتها  ، 
فقد تم ضبطها ضبطا بحيث لا يستطيع مَنْ وجدها بين يديه الاستفادة من ما بداخلها  .


هذه الرسالة التي حدثكم عنها لا تزال غامضة حتى على الجهة التي  ستبعثها  ،
أما مَنْ  وُجهت له فهو الآخر لن يتعرف  على ما بداخلها ، 
نظرا لعدم اهتمامه بالرسالة نفسها في الأصل  ، 
فعلى الرغم من تأكيده بضرورة بعثها له ، 
فلن يجرب قراءتها حتى ولو كان كاتبها يتفق الجميع 
على أنه هو الوحيد الذي يملك الحلول السحرية لفكها 
حتى يتعرف الجميع على رموز تلك الرسالة الغريبة .
مثل هذا النوع من الرسائل يشكل هاجسا سياسيا  ،  
وإن كانت  هذه العبارة غير مألوفة في القواميس السياسية   
يستوجب على الجميع أخذ  الحيطة والحذر .
فقد تجتهد الجهة الموجهة للرسالة  ،   
فتبعثها في فترة غير مناسبة للجهة المستلمة ، 
حينها تكون الأخيرة في  موقف يصعب عليها تجاوزه . 
كما أن تركيز الجهة المستلمة للرسالة على نقاط معينة 
قد تخسر من خلاله الجهة المرسلة  لها عامل الزمن ، 
فتجد نفسها في مربع لا توجد فيه مخارج .
رسالتنا هذه التي يرى البعض منا أنها المخرج الوحيد للبلاد من كل أزماتها ، 
في حين ترى مجموعة أخرى أنها نوع من عرقلة التنمية السياسية في البلاد .
وبغض النظر عن قراءة الطرفين لهذه الرسالة 
فإن الوطن  أغلى من أن يتم تداوله من طرف جهتين 
إحداهما مصرة على وجود رسالة وأخرى لا تهتم بها  .
حفظ الله قادتنا وشعبنا من كيد الماكرين
بقلم : شيخنا ولد الناتي 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق